يا كـــَفر

يا كــَــفر

دعيت أنا والأخ الشاعر سند ركاب إلى بلدة الكفر لنشارك في أمسية شعرية على شرف افتتاح شعبة لجمعية المعاقين .... وكانت قصيدتي هذه مقدمة القصائد التي ألقيتها في الكفر إهداءً لأصدقائي و لذكرى المعركة التي هي باكورة الثورة السورية الكبرى .. قلت :

حنــّا عـلى طــيب النوايا مشـــينا .... والله وْمشــــينا علـــى طيب النوايا
للـديـرة اللــي هـــيلها ما نــَســينا .... واللي بها وَقــْع ٍ كــــريم الســـجايا
ياكـفر يابـِـكر النــّشَب ياالحَصينا .... يـــا عين موسـى وْيا قـْـليب الطنايا
ما دلــّت العَشــــْر البـَـنان بْـيَدينا .... مـاغــير وانـــتِ الفــاتحة والــبداية
واليوم موعــدنا عـلى مــا نــوينا .... ملـقى الوجــــوه الخــيّـرة والعَــنايا
لي عــندهم تــذكار طيب السـنينا .... أيّــامْ مرســــومة على القلب آيـــة
والــروح تـجــذبها دواعي حـنينا .... في ســـــاعةٍ يا مســندي هِيْ مُنايا
********
قمْت اصفح اوراق ٍ كريمة ثمينة .... تاريخها يعـــزف على المجد نايـه
باكــورة الثوّار والشــمس عــينه .... تضــوي على مثـــل المجرّة مرايا
مشّــى لها الــقايد عـروبة عرينه .... من مجمر ٍ يفــهــق عظيم القضايا
ســــــلطان مَـدّ وشالها في يميـنه .... إلــى الســـــلاح وْ ثاع مِلح القرايا
قالوا فـَزع واســـتوحشـوا قايلينه .... هاها النشـــــاما والــذخـَر والسبايا
مــَـدّوا عَشَــــم وحقوقهم عارفينا .... وياالله سـِــترك يـــا جزيل العطايا
خــلط المَجَـاوز والحِدا لـَهْ رطينا .... ما فــكّ رمزه كـُود صَقــْع الهَوَايا
********
قـُل للهضاب السُمر كـم به دفينه .... كم بــه جــبايل مـن دْموم الضحايا
أمــر ٍ تســــجّل بالاقــلام المتينه .... دمٍّ صــريح الــبَــدّ ما هُـــوْ دِعـاية
وْ لا باب حارة ومُنتج ومُخرجينا .... وْ لاهُوْ صباغ ومزلفة واهل راية
وزعيّـــم ونمـس وزعابر خزينة .... يا نــاس هُــوْ صد العدو بالحَكايا ؟؟!!!!!!
********
فـِجّ الصــدق لا يــقف بينك وبينه .... هـــاك الدعَـيّ المندمل بالخطايا
حجّ القـــريّا والـــكــَفر والمـــدينة .... عــزك سْفار المجد ماهن خفايا
بقلم حازم النجم / آذار / 2010

أخي نضال : كل الشكر والمحبة لما تفضلت به من كلام نبيل .. وكل التقدير للمشاعر النبيلة التي بحت بها من قلبٍ صادق .. والحقيقة أن بعض المفردات في الشعر الشعبي تحتاج لشرح كي يتضح المعنى وهنا في قصيدتي لا أعرف بالضبط أي المفردات التي تود أن أشرحها ...وهناك مفردات أعطيتها اللون المميز للدلالة على رمزها مثل( عين موسى ) وهي اسم الأرض التي جرت عليها معركة الكفر عام 1925
( والقليب ) اسم القمة الشامخة المجاورة للكفر والتي كانت النار توقد عليها كعلامة للثوار في جبل العرب وفي لبنان يستدلون من خلالها على نذير الخطر المحدق
و ( باكورة الثوار ) أي الضربة البكر للأستعمار الفرنسي حيث أن معركة الكفر هي فاتحة الثورة السورية الكبرى وأول المعارك ضد الأستعمار
( ثاع ملح القرايا ) الملح عند العامة من أسماء البارود وهي دلالة على الرصاص بحد ذاته و ( ثاع ) أي ثار ودوى .. من كل القرى في جبل العرب عندما نادى المرحوم سلطان الأطرش مطلقاً بيان الثورة ( إلى السلاح .. إلى السلاح )
البيت الذي يقول ( خلط المجاوز والحدا له رطينا ...) أقصد فيه جموع الثوار قبيل المعركة حيث أن صوت المجاوز التي كانت تعزف لحن الحرب والجردة أمام الثوار قد اختلط مع صوت الغناء الحماسي من حداء وجوفيات فتسمع هذا الخليط من الأصوات ( رطيناً ) أي غير مفهوم ومتداخل مع بعضه ولكن عند ( صقع الهوايا ) أي عند سل السيوف وعند سماع أصواتها تقرقع وهي تهوي على رؤوس الأعداء وكأنك حللت الشيفرة والرمز المعقـّد في تخالط الأصوات قبيل المعركة أي هنا أضع المقدمة والنتيجة بصورة بيانية
( دمٍّ صريح البَد ) البَد : الأصل والمحتد الكريم الواضح والمعروف
لا أدري أخي نضال إن كان هناك من استفسار آخر ... ولك كل الشكر لهذه المتابعة والاهتمام

الأخ الكريم حازم

يعجز اللسان عن الشكر، فقد زدت العطر عطرا ، وصدقني لم أشأ أن أغلبك في الشرح،
هي فقط الكلمات الجديدة ، حتى لا نثقل عليك في المرات القادمة،

ولك كل التقدير والامتنان

نضال

الله محييكم .. ولكم كل التقدير من اخيكم الذي يعتز بكم وبمروركم الكريم

الصديق والأخ عدنان :
أنتم اهل تاريخ مجيد واصحاب مآثر لا تنسى ... ومن هنا , من هذه السجايا العريقة التي تحملها طبعاً في روحك الحرة , أتت مفرداتك النبيلة
أنا الذي انحني أمام مروركم بالقصيدة وأمام ما جدتم به من رونقِ كانما قصيدة للقصيدة....
الله محييك