القلعة الملاذ
بمناسبة مرور سبعين عاماً على معركة المزرعة
المجـدُ ألـقى إلـيــكِ الغـارَ والبُـرَدَا لمّا رأى في الجبينِ النّصرَ مُنعقدا
يا روضةً من رياضِ الخُلدِ ما َبرحتْ للجـودِ رمــزاً وللأحــرارِ مُستندا
يَحْبُ النضـالُ إلـيــكِ طالــبـاً قَبســاً مـن جـذوةٍ للعـُـلى أو طالـبــاً مَددا
هلْ لـي بطيفٍ إلى العَلياءِ يَـحملني فوقَ السويداءِ يُحيـي طيْبَها الكــَبدَا
الأرضُ والأهلُ فيها توأما شرفٍ إمّـــا يســـابقُ فيـــها الوالـدُ الـوَلـدا
كـلُّ طـموحٌ ومِتـلافٌ لـِما مَـلكتْ أَيمـانُه فـي سبيلِ المجدِ دونَ صَدَى
الجودُ طبعٌ لديهمْ غيرُ مضطربٍ أمّـا الشــجاعةُ فيـهم عهدُ مَـنْ عَهَدا
هُمْ أُرضِعُوها صِغاراً منْ منابِعِها ولـُقِّنُوهـــا دُروســاً أمسَــهـم وغَـدَا
***********
يا بنتَ شيبانَ حُزْتِ المجدَ أجمَعَهُ والأَفضلين بســـيفٍ قَطُّ مــا غُمِــدَا
ذي قارُ مزرعةٌ بـلْ كـلُّ موقـعةٍ أنتِ العــروبةُ فيـها لُحْمَةً وسُـــدى
سبعونَ مرّتْ كأني الآنَ أَشهدُها صوتُ النشامى يَرَوْنَ الموتَ مُعْتَقدا
حُمرُ البيــارقِ إنْ رَفَّـتْ جدائلُها إذْ صَالَ فيها بَنُوهــا نخــوةً وحُــدَا
تَوَقَّفُ الشـمـسُ إجــلالاً لطلعتِها والبحرُ يبلعُ مِنْ أمواجــــهِ الزَّبَدَا
والطيرُ قسمانِ : هذا نــاطرٌ جثثاً يبغي امتلاءً وهــذا ينتشـــي غَرَدَا
في حربِ تَشرينَ أبطالٌ غطارفةٌ دربُ الشــهادةِ لَمْ يحصِ لهمْ عَدَدَا
أرواحـُهمْ بُذِلَتْ إذْ للـحمى نُذِرَتْ كـــلُّ أـبرَّ وقـَدْ أَوفـَى بـمـا وَعَــدَا
************
يا قـلعةً في ذرا حورانَ شـامخةً أنتِ الملاذُ لمنْ تـاهَ ونــورُ هُــدى
أمّا النسـيمُ إذا الحُمـَّى تَنَـاوَبُـــــه يــأَوي لـحضنٍ توخّـى فيهِ مُبْتَرَدَا
وتُشـفقيـنَ عـلـيـهِ دونــما كســـلٍ وتبذلــينَ لــهُ مـــا جــدَّ أو وُجـِدَا
تلكَ المضافاتُ والأبوابُ مشرعةٌ أهلاً تنادي وســهلاً بالــذي وَفــَدَا
تُقدّمُ الــزادَ للــزوارِ لا طـمـعـــاً ببعضِ مــالٍ ، ولــكنْ عِزَّةً ونَدَى
************
هـمْ يُنكــرونَ عليــــكِ كلَّ مأثرةٍ اللهُ يلــعنُ والتـــاريخُ مـَنْ جَـحَدَا
سلطانُ أعلنها للنـــاسِ مدرســةً ما كـانَ للديـنِ يـومــاً مِيزةٌ أَبـــَدَا
الدينُ للهِ ، والأوطـــانُ تجمعُنــا عنها ندافعُ ، إنْ جَهلاً وإنْ رَشَدَا هذي الدروسُ فروضٌ في مصاحِفنا لا تقبلُ النقـصَ لكنْ تطـلبُ الزَيَدَا
أم الرمان
المحامي مناع النبواني