محمد القاضي

من أجمل ما قال المرحوم محمد القاضي المعروف بـ ( قاضي بـْريدة ) :

أفكرْت بالــدنـــيا وفــيّضت مكـــتوم ....... ماحــــان في ليحــان صدري وْحام ِ
أفــْكــِر وْلي ببـْـكار الافكار مـــفهوم ....... بقلبٍ شـــوى جاشـــه لهيـب الغرام ِ
يخفق خـفـوق سْــبوق طيرٍ يبا الحوم ....... ويــْـرِفّ من جاشـــه رفيف الحمام ِ
شـــاهدت بالدنــيا غــَيارات وعـــلوم ....... عجــايبٍ باحــــوال حام ِ وْســـــام ِ
أسـْـجم واسجّ ابها كمـا الغـَرْق بالـنوم ....... كنــّي على لــوح ٍ به الموج طامي
كم دولةٍ صــالت وجـــالت لها حــوم ....... أخــبارهم واذكـــارهــــم كالحــَلام ِ
استنــقــلــتهم يــمّ الاجـــداث بسْــهوم ....... يقـــْطعـــْك دنــيا مالـعيشـــك دوام ِ
وما قــدّر الباري على العبد مقســـوم ....... يِســلم ويرضى بالــقدر والســـلام ِ
فالعــمر له حــدٍ بالاوراق مــرســـوم ....... والرزق مضـمــون ٍ حسـابه تمـام ِ
ولو يُسـأل اللي عاش به عشر أو يوم ....... ساوى عمر من عاش به ألف عام ِ
وابصرْ اليا منه صفى الدهــر لك يوم ....... كــوَاك مســـمارٍ على الكبد حامي
ومن خاطب الجاهل جَهَل منْه ملزوم ....... حـــدَّه لمــا ياطـــا الخطا بالخـْطام ِ
ومن شاف عيب الناس بالعين معلوم ....... مُغرا وْعن عيبه عمى العين عامي
هيهات من يســـلم من الشــوم واللوم ....... رضى النـــاس فيـها غايةٍ ماتــْرام ِ
ولا ذِكر مخلوقٍ عن العـيب معصوم ....... إلا الـــذي ظـــلل علــــيه الـغــمام ِ
وكم واحدٍ حــدّه طغى الجهل والزوم ....... لاما شـــرب بالكره كاس الحــِمـام ِ
وكم سـاري ٍ فــي تايه الراي منـجوم ....... أصبح بضحضاح ٍ بعيد المضـامي
وكم جـاهل ٍ يُـغـرى بْرايـه وهُوْ دوم ....... يخوض في جـهل ٍ غزير الجـــْمام ِ
وهيهـــات ينــفع ميِّــت القلب تعـلوم ....... تـــاه بــْعمى رايــــه قليل الرّحـــام ِ
ومن يبـــذل المعروف بالنـذل مليوم ....... خـــاب وخســـر مَـن ياضعه باللئام ِ
وحـذراك خــلان الرخـا عــدّهم قـوم ....... خـــلان مــَن دامــت نعــيـمه ودام ِ
واليا ادبـــرت دنـياه والفــــوه معدوم ....... مــرّوه ماردّوا عـــليـــه الســـــلام ِ
إعنِــز الـــيا ماحــدّك الدهر مضـيوم ....... عــَدٍ يصــدّر حايمــــات الضوامي
وكم جامــعٍ مالٍ وْهُــو مِنـْــه محروم ....... ما اثمر لـَهْ امرٍ من غشمها شـْمام ِ
ونفسك وطيب الخيم معطى ومحروم ....... وَهـَايبٍ تـِعطى النفـــــوس الكرام ِ
والمكر وآثــار المعاصي عـَنـْـه شوم ....... واخطـا الخطا خلط الحلال بحرام ِ
ما الشرّ ميــعادٍ وَلا الصـــبر معدوم ....... والله جــَعـَل للــصابــرين احتـــرام ِ
وادرِ العقــوبه عن دعــا كل مظـلوم ....... عـيــنه تنـــام وْخــــالقـــه مــــاينام ِ
وْلا تــكترب ياســاهرٍ بـــات مهموم ....... ترى الفـرج عند اكتــراب الحـْزام ِ
وْحَلاة مافــاتــك من الدهـــر مدموم ....... فالبـحث للــغايه يـــزيد انـــضـرام ِ
فالحلم هـُوْ والصبر لـَـــهْ حد ويموم ....... بْــحالٍ وْحـــالٍ لو غضـــب مايلام ِ
خــَلّ النمر والحــُر والهــِرّ والــبوم ....... كــلٍ ينــزّل لــَهْ مــَحــَلّ وْمــَقــــام ِ
وايّاك عرض الغــافل الغار مسموم ....... واحــلمْ عن الجاهل وْبــَذ ْل السلام ِ
والبحث يظهر مضمـرٍ عنك مكتوم ....... وعند الجــدال يبـين خـــاف العلام ِ
وْزلـّـة قريبك مِجّـــها مابـــها لــوم ....... اليا عـــاد مالــه في مقامـــك مـرام ِ
والفرق من بين المحــبّيــن معــدوم ....... والمزح يــرّث بالقــلوب الــتـدامي
إفهم لما سطر على الطرس مختوم ....... على النــبي منــّي صـــلاة وسـلام ِ

************* محمد القاضي *************

الأخوة الأعزاء سلامي وصدام وسديم :
أشكر مروركم الكريم والعابق بروح القصيدة
والحقيقة إن محمد القاضي لقب للشاعر عرف فيه بين الناس
وهو في الواقع قاضي عشائري ضخم من أشهر قضاة البادية
وبالذات كان في منطقة بريدة التي لازمت اسمه عند العامة
وان قصيدته هذه التي بين أيدينا فيها من العمق والسهولة ما يشد القارئ
وما يلفت النظر لمهنة صاحبها

لكم محبتي