وبين الحربين يوأد الحلم
تسلل من شظايا الصمت ....ملأ خصلات الليل زهورا" ليلكية.
و هناك هي ترقب أن تتوج السماء، قمرها، مجددا" في قلب العرش
وهو مازال عند حدود الأمس يلملم بقايا شمعة ليضيئها لها في عيد ميلادها ،ويبحث عن زهرة السوسن بين حطام المباني
وبين حطام الأجساد البشرية المشتتة الملامح.
وتمزق هي صورته ثم تعيد جمع الأشلاء تلصقها بدم قلبها تعطيها الحياة مجددا"، تمسح آهات الملامح المشوهة بملوحة دمعها
ويهمس هو من البعيد انتظريني فاني سآتي ،فاني لم أنس اليوم عيد ميلادك ،لكن حينما يهدأ الضباب،حينما يرحل دخان الدمار،حين تجف الأجساد ،فنحن في حرب.
يا حبيبتي إني أعيش بين حربين، حرب هنا، وحرب هناك، انتظريني فانا الآن مشتت بين الحربين، حرب لأجل أرضي، وحرب من أجل قلبي
وهي تهمس لنجمة قريبة منها متى سيأتي ،لكن العالم في حرب،ولكني مشتاقة جدا"،ألا يحق لنا نحن البشر أن نرتاح في لحظة من ضجيج الموت،من شغب الذكريات ،ومن أيد عابثة بدماء البراءة ،ألا يحق لنا أن نحب ونصنع حلما"،ونبني بيتا"،ونرتب أيامنا من جديد.
ويبقى هو في وسط عاصفة الحرب وتبقى هي عند حدود الحرب،وبين الحربين ينصهر البشر،ويضيع الحب،ويوأد الحلم .