مارادونا ومخططاته للفوز بكأس العالم !
يلعب دييغو أرماندو مارادونا أكثر من المونديال، فالانتقادات تؤلمه، ولكنه يفعل كما كان يفعل في أفضل نسخه الكروية بمراوغتها بسرعة وتركها خلفه والالتفاف عليها كما كان يفعل في دفاعات الخصوم. يتوق المدرب للفوز بكأس العالم ولكن خططه تترك الكثير من علامات الاستفهام.
بعيدا عن وجود الفريق الذي سيخوض أولى مباريات المونديال في ذهنه فهناك بعض الأسماء التي تدور في رأسه لتتحول إلى محور الشكوك، فبدون فريق مؤكد سيكون من المعقد التخمين بأي نية سيلعب المنتخب. أما عدم وجود العديد من الفرديات فستكون أولى المشاكل التي سيكون على مارادونا أن يحلها، أما إحاطة ليونيل ميسي باللاعبين لكي يؤدي كما يفعل مع برشلونة فهي المشكلة الثانية.
فبالأخذ بعين الاعتبار مسألة الإصابات وإرهاق اللاعبين من الجيد أن يصل المنتخب بهذه الطريقة، ولكن يجب أيضا أن نقرّ أنه ليس من المرضي عدم وجود هوية للعب حتى الآن والتي قد تظهر مع توالي المباريات. على كل الأحوال في كل مرة تلعب فيها الأرجنتين ضد أحد قوى كرة القدم برهنت عن وجودها، فقد كان المنتخب جيدا أمام فرنسا وألمانيا، ولكنه في نفس الوقت لم يفعل إلا القليل أمام اسبانيا والبرازيل على أرض الأرجنتين في التصفيات المونديالية.
هذا ليس أول مونديال يعيشه المدرب، وإن كان مارادونا يعرف شيئا ما فهو كيفية تحفيز اللاعب والوصول إليه، ففي كل مران يأخذ مارادونا وقته لكي يحيي كل لاعب ويعانقه وأن يتكلم معه بشكل طيب عن قرب، ولذلك فاللاعبون يتحدثون عنه بكل خير.
فمنذ وصولهم إلى جنوب أفريقيا لا يتوقف المنتخب عن الحديث عن لُحمة المجموعة وانسجامها. ويذكر أن اللاعبين "يطيرون" في كل مران للمنتخب، ولكن من المنطقي أيضا ذكر أن التمارين تتضمن التدريب في صالة الألعاب الرياضية وكرة قدم مخفّفة وهو ما يثير السؤال المحير التالي: كيف سنجد الأرجنتين في 12 يونيو في أولى مبارياتها في المونديال ضد نيجيريا؟
ها هو الوقت يقصر، وبدأ نثر الأوراق، وليس هناك هامش للخطأ، ومارادونا يعلم ذلك وقد خطّط لموندياله مسبقا، والوقت سيكون هو الحكم على أفكار دييغو. وفي غضون ذلك سيكون وقت التحليل والجدل، أما النتائج فتأتي لاحقا، فكيف ستنتهي هذه القصة؟ من الطبيعي أن مارادونا يتخيل نهاية من أجمل ما يكون لتلك الحكاية، أما الجماهير فهي بين الأمل وقلة الثقة تريد فقط إضافة نجمة أخرى إلى شعار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الموجود على قميص الألبيسيليستي.
السبت مايو 01 2010, 13:17
