الشهيد أبوفرحان هلال حمد فارس نجم الهادي

ولد المرحوم الشيخ الشهيد هلال الهادي في قرية أم الرمان أواخرسبعينيات القرن التاسع عشر في فترة زمنية تميزت
بظهور الروح القومية ضد الإحتلال العثماني للبلاد العربية حيث أصبحت هذه الصفة من الصفات التي تفتخر بها
الرجال وكانت الدولة العثمانية تقوم بتهجير الكثير من أعيان الجبل مع عائلاتهم إلى بلادالأناضول وكان والده المرحوم

حمد فارس الهادي من جملة المهجرين مع المرحوم حمد الأطرش وعدد من أهالي أم الرمان,حدث ذلك والمرحوم هلال
لم يبلغ العشرين عاما ًمما ألزمه بإدارة شؤون العائلة في غياب والده وقد عاش بين نخبة من الرجال تميزوابالكثير من
الصفات الحميدة من سداد الرأي وبعد النظر إضافة للكرم والشجاعة التي أشتهر بها أهل جبل العرب(بني معروف).
وكان للمرحوم أبو فرحان مواقف خاصة تميز بهافقد كان من صغره دمث الخلق طيب المعشر يحسن تصريف الأمور
على وجهها الصحيح وهذا ما جعل إخوته الأربعة(مهنا-هاني-فندي-حمد)يتفانون في خدمته ويطيعون أمره ولايردون
له طلب فعاش فلاحا ًنشيطا ًصاحب بيت موصوف بالكرم وقد بنى بمساعدة إخوانه مضافته الموجودة حتى الأن في
أم الرمان والتي ذكرها الشاعر خلف الزيد الشعلان في قصيدته على أم الرمان بقوله:
من دار أبودنيا لمقعد هلال من لو ذخيرة ٍ جابها ماجحدها
ومن الصفات النادرة التي اشتهر بها أنه (سبق الشهر بذبيحة) أي لم يمر يوم إلا وعنده ضيوف ويذبح ويكرم كل ضيف
على حدا ولم يشرك بين ضيوفه على الطعام وسأذكر هذه القصة كدليل على ذلك.
قصة ابل عميش السميران
عميش السميران من عرب المساعيد وكان ينزل في أرض صلخد وفي أحد الأيام كانت ابله ترعى في البرية وجاءه
الغزو وأخذوا ابله ولما وصله الخبر طلب الفزعة فقالت له امرأة من صلخد إذا كنت تريد رد إبلك فعليك بأهل
أم الرمان فقصد أم الرمان مفزعا ً أهلها ويقال بأن الخيل أقبلت عليه قبل وصوله مشارف القرية ولما تكامل الجميع
تتبعواطريق الغزاة فردوا الأبل سالمة وكاملة وقتل إثنان من الذين سرقوا الأبل على يد مهنا الهادي شقيق هلال
وعندما وصل الجميع إلى القرية كان عميش في أول الأبل وهو يركب ذلول له اسمها المسوح فاستقبلهم أهل
أم الرمان بالأهازيج وكان مع المستقبلين الشاعر محمد القطعان السردي الذي قال مرتجلا ً:
ياعميش درهج للمسوح ونحِمد اللي جابها
يابكرة شقحا شنوح عسرت على طلابها
مع سربة جتنا تحدي تدلي ولايدلابها
لاعين من قرنه يلوح دم النشاما خضابها
وبعد فترة حضر أهل الرجلين اللذان قتلا يطلبون الثأر بعد تأكدهم بأن مهنا الهادي هو القاتل فوصلوا أم الرمان بعد
مغيب الشمس وقصدوا مضافة هلال الهادي وكمنوا تحت الشباك يريدون الفرصة لأخذ الثأر من مهنا أو أحد أشقائه
أثناء ذلك كان في المضافة فريقين من الضيوف فحضر العشاء للفريق الأول وقال هلال للفريق الثاني المتأخرين
عشاكم يلحق ولم يشرك بين ضيوفه على العشاء وبعدها أحضر العشاء للضيوف المتأخرين فما كان من الرجال
الكامنيين تحت الشباك إلا أن قالوا:
من كان هذا فعله لاينسخى فيه ولا بإخوانه.
وقاموا فدخلوا المضافة بصفة ضيوف ثم أعلنوا عن نفسهم وعن سبب حضورهم وتراجعوا عن ثأرهم وتنازلوا عن
دم قتلاهم.
وهكذا تناقل الناس القصة التي تدل على شجاعة أهل أم الرمان و كرم الشيخ أبو فرحان هلال الهادي وأخوانه.
ومن المآثر الكبيرة للشيخ هلال الهادي ماحصل بعد وقعة القحطاني بين أهل أم الرمان وأهل الغارية من جهة وبين
عرب الحويطات بزعامة الشيخ عودة أبو تايه من جهة أخرى وفي المعركة أسر العبد ظاهر الشيخ أبو حمد سلمان
الأطرش وبعد المعركة أعطى أبوحمد سلمان الأطرش للعبد ظاهر(حسنة ملسة) لقاء إطلاق سراحه وبقي العبد ظاهر
مدة قاربت العشر سنوات وهو يأخذ هذه الحسنة من بيدر أبو حمد سلمان ,وفي سنة1923م حظر على عادته لإخذ
الحسنة ومعه أبن أخيه ورفيق له من عرب السرحان وفي الطريق صادفهم شاب من آل نادر من الغارية وكان عمه
حامد نادر من الذين قتلو في معركة القحطاني فقام بقتل مرافقي العبد ظاهر,فحضر على أثر هذه الحادثة الأمير سليم
الأطرش حاكم دولة جبل الدروزفي ذلك الوقت وأقام بدار أبوحمد سلمان الأطرش وكان يريد نفي آل نادرمع حريمهم
إلى قرايا الشركس فصعب هذا المطلب على جميع من كانوا من البلدين(ام الرمان_الغارية),فقام المرحوم أبو فرحان
هلال الهادي بحل المشكلةحيث أقترح على الأمير سليم أن يقبل دفع ثلاث ديّات ويعقد الصلح ووافق الأميرسليم بشرط
الموافقة من العبد ظاهر قائلا (ًإذاقبل ظاهر بقبل),فأجاب العبد ظاهر(أريدهم كوم بيوم)فجمعوا المبلغ وحلت المشكلة.

وفي أثناء الحرب العالمية الأولى أخذت الدولة العثمانية تسوق الشباب العرب إلى جحيم هذه الحرب,فكان بعض
الشباب يفرون من الحرب وكان أغلب الفارين يفرون إلى جبل الدروز لعلمهم أن أهل الجبل لايسلمون من يلتجأ اليهم
وفي أحد الأيام كان بعض الرجال من أهل أم الرمان خارجين من بيت المرحوم صقر البربور وإذا بإثنين من جنود
الأتراك يسوقون رجلا ًمكتوفا ًقاصدين (بصرى أسكي شام)فصاح بهم هلال الهادي بصوته الجهوري إلى أين تسيرون
بهذا الرجل,ألاتعلمون أن أم الرمان لايمر فيها رجل مكتوف, فما كان من الرجل الهارب إلاأن رمى نفسه بينهم
قائلا ً:
(أنا داخل على الله وعليكم)فبادر الرجال فورا ًوحلوا وثاقه وقالوا للجنود اذهبواوأعلموا رؤسائكم بما حصل, وحدث
بسبب ذلك مشكلة كبيرة مع الدولة العثمانية حيث أرسلت سرية كاملة يطلبون الفراري فوصل العلم للمرحوم أبوحسن
يحيى الأطرش فقال لمن أخبره سلم على أهل أم الرمان وقل لهم(دبس ومشّوا بهل الشارب وأني أبوحسن) وقام
بالتوسط مع الوالي التركي فحصل على عفو عن أهل أم الرمان والرجل الهارب لديهم.

ومن المبادرات المشهورة للمرحوم أبو فرحان هلال الهادي وقد ذكرها المرحوم الأستاذ عطا الله الزاقوت في كتابه
(أحاديث من مجالسنا).
أنه عندما عين الجنرال غورو مندوبا ً ساميا ًعن فرنسا في بيروت ذهب الكثير من أهالي جبل العرب للسلام عليه
بطلب من غورو نفسه فأجتمع أهالي أم الرمان للتشاور في هذا الأمر وبعد أن قلبوه على جميع الأوجه لاحظوا أن
أبوفرحان هلال لم يتكلم فطلبوا منه الكلام وإبداء الرأي,فأجاب قائلا ًومن غورو هذا وماترجون من السلام عليه,
ولكن رأيي أن نذهب غدا ً ونقسم أرضنا التي عند (كوم ركيس) ونفلحها فهي ستعطينا خيراً أكثر من غورو.
فصاح الجميع هذا والله الرأي وذهبوا صباحا ًوقاموا بقسمة الأرض وسموها غورو وظلت تعرف بهذا الأسم حتى
وقت قريب.
الثورة السورية الكبرى
عندما قامت الثورة السورية الكبرى بقيادة المغفور له سلطان باشا الأطرش عام 1925م ضد الأحتلال الفرنسي
كان أبوفرحان هلال الهادي من أوائل المؤيدين لها ومن أصحاب الرأي فيها وقد حث إخوانه وأبناء عمه على
الإشتراك فيها إسوة ً بجميع أهالي الجبل .
وقد استشهد شقيقه هاني الهادي في معركة تل الخاروف الشهيرة, وأماشقيقه مهنا فقد أصيب في معركة المسيفرة
ثلاث إصابات بالغة وأنقذه شقيقه حمد وأوصله إلى قرية أم الرمان حيث ظل يعاني من هذه الإصابات إلى حين
وفاته سنة 1933م .
أما الشيخ أبو فرحان هلال الهادي فقد جلا(رحل)بالعيال والحلال عن قرية أم الرمان عندما أخذت الطائرات
الفرنسية تقصفها بشكل يومي فوصل إلى تل قعيص في الأراضي الأردنية وبعد فترة وجيزة امتد القصف إلى
هذه التلال لعلم الفرنسيين بإلتجاء الأهالي اليها ,وفي أحد الأيام أغارت عليهم طائرتان فرنسيتان متجهتان شرقا ً
حيث وصل القصف إلى تل بعاط لوجود تجمع من أهالي قرية عنزهناك فأستشهدالمرحوم فندي النبواني من عنز,
وعند عودة الطائرات قام المرحوم هلال الهادي بإطلاق النار عليها فأصاب الأولى واشتعلت النار فيها وقيل أنها
هبطت هبوطا ًإضطراريا ًفي نواحي مدينة المفرق,أما الثانية فقامت بقصف الموقع,
واستشهد المرحوم أبو فرحان هلال الهادي مع رفيق له اسمه حنا الرحّال كان يعيش معه في بيته.
واختتمت هذه الحياة الحافلة بالمكرومات والفضائل بالشهادة رحمه الله ورحم جميع رجال تلك الحقبة الذين أورثوا
لنا الفخر الذي لا نزال نشعر به ما دمنا أحياء.

　
　
　

أحبائي أعضاء المنتدى
لقد قمت بإدراج هذا الموضوع
بمساعدة العم
أبو حسان توفيق الهادي
وأنا أتوجه له بالشكر الكبير
وكان الغرض من نشر هذا
الموضوع هو توضيح بعض النقاط
فهنالك من يحاول نسب هذه البطولات
وتزوير التاريخ
فالبيت الذي أدرجته من قصيدة الشاعر خلف الزيد الشعلان
من دار أبو دنيا لمقعد هلال
فقد قام البعض بتغير كلمة هلال ووضع كلمة سلمان
وفي ذلك تغيير لنهاية الشطر الأول من البيت والمطلع على القصيدة يمكنه
تمييز ذلك .
شكرا ً لكم وأتمنى من الأخوة الذين يستمعون إلى
من يعتبرون أنفسهم من الجيل القديم حامل الذكريات
البحث عن الحقيقة وهناك العديد من المراجع والكتب
حتى البحث في النت
والله على ما أقول شهيد

الغالي ابو الزين لكم لهذا الموضوع من اثر طيب يتركه لدى سماعه هذه القصص والسوالف البطولية الملياة بالكرم والشجاعة وسداد الراي والفروسية
نشكر العم ابو حسان لم يقدمه لنا من معلومات تثري صفحت المنتدى
اما بالنسبة لقصة عميش سميران فدعني ازيد عليها ان اهل صلخد كان يحتفلون بزفاف احد ابناء القرية والمعروف عن اهل صلخد ولوقتنا هذا يتاخرون بالسهر في متل هذه المناسبات فهذلا ما دعا
من ذهب اليه عميش سميران ان يقول له ما تفضلت به كي يذهب لامرمان ويفزع فيها
فثقط كي لا تفهم انه انتقاص من سمعت صلخد وابنائها الذين سطروا الكثير من البطولات
وبالنسبة لموضوع الذي تفضلت به حول
من دار ابو دنيا لمقعد هلال
فالكل اخي الكريم يعرف هذه القصيدة ولا يستطيع احد ان يحرف فيها فقد وردة القصيدة كاملة طبعا في كتاب ابطال من الصحراء للامير احمد السديري

في النهاية اشكرك من كل قلبي على ايراد هذه النبذة عن حياة المرحوم الكبير هلال الهادي في صفحات المنتدى رحمه الله

الأخ وأبن العم الغالي
أبو محمد
شكرا ًلك
وبالنسبة لقصة عميش السميران
فما تفضلت به صحيح وما كنت
لأقول ما ينتقص من سمعة صلخد
وأبنائها ما عاذ الله
وتحياتي لأهل صلخد ولأهل الجبل
جميعا ً
ولكل الجبل مواقف وبطولات
لايمكن لأحد تجاهلها
مجددا ًأكرر شكري لك أبو محمد

نائب المدير تاريخ التسجيل : 02/12/2008

الله محي الشباب والحقيقة موضوع يثري المنتدى فعلا واقول اخ ابو الزين ان الحقيقة مثل ضوء الشمس

ولا يزال شاهد المضافة موجود والقصيدة موجودة ايضا اما عن قصة عميش لقد قرأة الموضوع وتاخرت عن التعليق لتاكدي بان سلامي سيقوم بالتنويه ولو جاء ذلك من قبلي لكان تحيز وهنا شكرا لك ابو الزين وشكرا لك سلامي ايضا

ابو كمال كتب:: الله محي الشباب والحقيقة موضوع يثري المنتدى فعلا واقول اخ ابو الزين ان الحقيقة مثل ضوء الشمس

ولا يزال شاهد المضافة موجود والقصيدة موجودة ايضا اما عن قصة عميش لقد قرأة الموضوع وتاخرت عن التعليق لتاكدي بان سلامي سيقوم بالتنويه ولو جاء ذلك من قبلي لكان تحيز وهنا شكرا لك ابو الزين وشكرا لك سلامي ايضا

الأخ الغالي
ابو كمال
شكرا ً لك عل مرورك الكريم

الشهيد أبوفرحان هلال حمد فارس نجم الهادي 189543

» نعوة الشهيد البطل نسيم فارس الهادي
» سيرة بني هلال
» الشهيد سليمان العقباني
» مهداة لروح الشهيد حمد البربور
» نعوة الشهيد البطل نصرالله حسن الصفدي