مفهوم المسح الاجتماعي:
مصطلح المسح مستعار من الدراسات الطبيعية(المعمارية)التي يقوم فيها المهندس بعملية مسخية الارض بتحديد مساحتها وخصائصها الجيولوجية والارضية والجوية وكذلك الحال بالنسبة لمسح الظاهرة الاجتماعية التي تتطلب معرفة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية والصحية.....بهدف جمع البيانات واستخلاص النتائج منها لحل مشاكل المجتمع.
وظهر المسح الاجتماعي في القرن الثامن عشر عندما استخدم لدراسة المشاكل التي افرزتها التحولات والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في اروبا.
واهم ما تهتم به الطريقة المسحية هي دراسة الظروف والمواقف الاجتماعية في الحاضرباستخدام احدي ادوات جمع البيانات من المجتمع المدروس وبذلك فالمسح الاجتماعي هو
عبارة عن دراسة للجوانب المرضية للاوضاع الاجتماعية القائمة في منطقة جغرافية محدودة وهذه الاوضاع لها دلالة اجتماعية ويمكن قياسها ومقارنتها باوضاع اخري يمكن قبولها كنموذج،وذلك بقصد تقديم نماذج انشائية للاصلاح الاجتماعي.
وهنا لابد من الاشارة الي الفرق بين المسح الاجتماعي والبحث الاجتماعي والذي اوجزه فما يلي:
_ أ_ المسح الاجتماعي:
* يركز علي دراسة الظاهرة كميا
* يهتم بدراسة الموضوعات ذات طبيعة مرضية (غير سوية)كالانخراف
* يهتم بالمجال الجغرافي من حيث النطاق(المساحة المدروسة)
* يهدف الي اصلاح ومعالجة المشاكل
_ب_ البحث الاجتماعي:
* يركز علي دراسة الظاهة كما وكيفيا
* يهتم بدراسة الموضوعات ذات طبيعة مرضية سوية وغير سوية كالزواج+الطلاق
* يهتم بالمجال الموضوعي من حيث العمق
* يهدف الي ايجاد قوانين ومبادئ تحكم ظواهر الحياة وتصرفات الانسان
وعلي الرغم من اوجه الاختلاف السابقة الذكر الا انهما يتفقان في النقاط التالية:
* يعتمدان ويستخدمان اتجاهات ومناهج واساليب علمية
* يهدفان ويعملان علي رفاهية المجتمع واستقراره ومعالجة امراضه
* يدرسان الفرد سواء في نطاق محدود او عام.
و لندخل في صلب موضوعنا و هو المعونة الاجتماعية التي ستوزعها
الحكومة على شرائح الشعب حيث
تعتبر المعونة الاجتماعية التي بدأت الإجراءات التنفيذية بتوزيعها على المواطنين الأسبوع الماضي خطوة هامة، تهدف إلى مساعدة الأسر التي تعاني من الفقر والعوز ورفع مستواها المعيشي وإعانتها على تأمين مستلزمات الحياة.
مع تقديرنا لهذا العمل الكبير، الذي سيكلف الدولة المليارات نقول: إن هناك أسراً كثيرة بأمس الحاجة للمعونة الاجتماعية لم تشملها وذلك لأن مستواها المعيشي لا يقل عن مستوى الأسر التي توزع عليها المعونة حالياً، حيث دفع الجفاف وتراجع الإنتاج الزراعي ورفع سعر المازوت الكثير من الأسر الموجود في محافظة الحسكة للعيش تحت خط الفقر، فاضطر الكثير منها للهجرة إلى المحافظات الأخرى، والعيش فيها ضمن ظروف قاسية، هذه الأسر لم يشملها توزيع المعونات الذي أجرته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عام 2009، والذي يتم توزيع المعونات الاجتماعية بموجبه،على الرغم أن المنطق يفترض أن تعطى تلك الأسر الأولوية في ذلك المسح، وأن تكون هي المستهدفة به بالدرجة الأولى، نظراً للظروف الصعبة التي تعاني منها.
حتى الكثير من الأسر الموجودة ضمن المحافظة لم يشملها المسح الاجتماعي، إما لأنها لم تسمع به أو لم تصل اللجان المكلفة بالمسح إليها، وإما لأنها تعرضت لسوء فهم عن هذا المسح والغاية منه، نتيجة لما أعلنته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبر وسائل الإعلام، من أن الهدف من هذا المسح تكوين قاعدة بيانات تستخدمها الجهات المعنية في الدولة كمؤشرات في عملها وتنفيذ خططها وبرامجها ليس إلا، ما جعل البعض يسمي ما قامت به وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل (بالمزح الاجتماعي) مع تقديرنا لكل الجهود التي بذلت لإنجاز هذا العمل الكبير، ولو أن الوزارة أعلنت آنذاك أن المسح سيؤدي إلى توزيع معونات اجتماعية على الأسر المعوزة، لتقدمت جميع الأسر المحتاجة لهذا المسح.
ولكي لا تبقى هذه الخطوة الهامة والمتمثلة في توزيع المعونات الاجتماعية قاصرة ولا تحقق الأهداف المرجوة منها، نتيجة لعدم استفادة الكثير من الأسر المعوزة منها، فمن الضروري جداً أن يشمل المسح الاجتماعي القادم في شهر نيسان جميع الأسر المحتاجة، إلى جانب الأسر المهاجرة من الحسكة إلى دمشق والمحافظات الأخرى.
و شكرا"
ام الرمان 22-2-2011م