وكان الفراق ..

في رحاب جنة الحياة ولدت كلماتي الأولى

لتصبح تراتيل ترددها قطرات المطر التي تطرق نافذتي

وتسمعها أحيانا ً بلغة النسمات التي تبحر في شِعري

ولغة الأشجار الباسقة تناجي سماءها القريبة منها

التي تحتضن أعشاش الطيور العاشقة

لأجل الحياة أعيش هذه الحياة

أحببتها وعشقتها حتى أذاقتني مذاق التناقض الجميل

مذاق الضحك والبكاء

مذاق الحزن والهناء

الراحة والعناء

الحب و البغضاء

المدح والرثاء

لكنني ومن بين أنقاضي خرجت لأجدها تلمع في سمائي

تعانق أحلامي

تسكن عظامي

تداعب خصل شعري كنسمات عليلة

تمر كلماتها في أذني همسات عذبة

وتبحر في أعماق حبي شراعا ً زرع بحري غزلا ً

وصارت مياهه بعطر الياسمين تعطر أحاسيسي

كلماتي وجدت صفحاتها فيكي

خطها قلم من نور عينيكي استقى مداده

وبكمال الأوصاف كللها

أحببت الحياة من أجلها

لأنها هي الحياة

ومن أجلها تهون الروح ويطيب الممات

لا تبكي ولا تيأسي أيتها الغالية

أيتها الخالدة في أعماق إحساسي

لا أريد المزيد من الدموع في عينيكي

لا أريد المزيد من الأحزان في نسيج كلماتك

لا أطيق دمعة تسقط على قداسة أوراقك

فتشوه كلمات خطتها آلهة الحب عندما تجسدت فيكي

تعالي إلي أريكي الحياة التي أرى

نعيش سويا ً في جنة وجدتها في قلب ظلام الأحزان والآلام

تعالي أعلمكي أن الليل خلق لنشتاق الضياء

والدمع خلق لنشتاق البسمات

والموت خلق لنحب الحياة

فأنا يا فاتنة كلماتي خلقت أعشق الحياة