رؤيا من وحي اللقاء

في فجر أرق الفراق شمسه

فأبت أن تنشر في الأفق دفأها

بدأت الأيادي بالابتعاد رويدا

وبدأت الأعين تنزف دمعها وترتجف

مرت في بالي للحظات ذكريات أوقفت قلبي برهة

أشعلت في قلبي نارا ً تتغذى بدمي الذي نزف حزنا

كيف لا وهي سر حياتي

كيف لا وهي توأم للروح

وهي قد كانت قلمي ودواتي

أراها أينما اتجهت تملأ عيني نورا ً

وأزمنتي قيمة

تلك التي أصبحت أرى طيفها

كلما خطرت في بالي كلمات ود ونداءات روح

لأرسمها بخوف كي لا أظلم جلالها

كي لا أهمل أية لمحة عين

أية نبضة قلب

أية نسمة تحرك شعرها

أو لحظة خجل تعلو خدها

فأطير بروحي إليها لأسألها

لأنادي روحها بلغة أسميناها

نداء الروح للروح

فأنا يكفيني أن تبدأ بالتفكير لأسمعها

لا حاجة لأن تتعب شفتيها بالحديث

فلغة الروح قد فعلت فعلها

لكن بقيت العينان لأفهمها

وأنا أحظر قاربي لأبحر ساعة لقائها

وأكشف سر ضيائها

وأجرب طعن سهامها

صعب ذلك اللقاء

بل صعبة تلك النداءات

بل صعبة تلك التأملات

لكننا سنلتقي يوما

وسأشعل لها الشموع على أبواب معابدي

وسأنسج لها كلماتي لترقص على أنغامها طربا ً

وسأكشف سر حبها وسحرها

سر جلال قلبها وكمال عقلها

وأعيد للبسمة على شفتيها ألقها

لتجد للأمل مسارا ً في حياتها

سألقاها وفي روحينا بذرة من نور

ونشم سويا ً عبق السرور

وأجعلها أميرة في مملكة عشقي

لم ولن ترى غيرها مختلف العصور