( اقرأ الموضوع بتأني وعمق أو لا تقرأه )
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلك تساءلت منذ قراءتك لعنوان الموضوع عما نقصده بالمؤشرات الخفية، لكني أحببت قبل إِجابتك أن أسألك هل تعتقد بأن نتائج وعروض الفريق القوية قبل البطولة تعتبر مؤشرات حقيقية بأن الفريق في طريقه لتحقيقه البطولة فعلاً ؟
في الغالب ستكون الإجابة نعم ومع جملة وهل من منطقٍ غير ذلك، غير أن إجابتك قد تختلف إذا كنت متتبع جيد لحال المنتخبات الفائزة بكأس العالم قبل البطولة بل ربما تدرك أيضاً أن تلك العوامل ستقف عائقاً أمام الفريق وليست هي إلا مؤشرات على أن هذا الفريق هو من ضمن الفرق الأكثر خيبة لمحبيه في البطولة، وقد تتعجب إن قلت لك بأن الفائزين بكأس العالم لم تكن تتوفر فيهم أي من هذه المؤشرات الظاهرية قبل البطولة بعام أو أقل.
الأعجب من ذلك أن حال المنتخب الفائز بالبطولة يتشابه بشكل كبير مع حال نفس المنتخب عندما حقق البطولة سابقاً ومثال ذلك كان مع البرازيل 94 و 2002 وإيطاليا 82 و 2006 أو مع منتخب آخر ومثال ذلك الأرجنتين 86و78 وحتى الأرجنتين 2010 ! وسنفصل في تلك الأمثلة لاحقاً.
البعض سيقول بأن ذلك من قبيل المصادفة، أنا شخصياً توقعت ذلك عند بداية البحث وتجميع المعلومات لكني عندما عمقت بحثي بشكل أكبر وجدت أن ذلك يتكرر دائماً بشكل يدعوا للعجب ولا أعتقد هناك صدفة في الحياة تتكرر بشكل دائم، إن هذا التكرار في الأحداث وتشابهها جعلني أتوصل لطريقة جديدة أعتقد بأنها الأكثر دقة لتوقع المنتخب البطل والفائز بكأس بعالم وملخصها البحث في الظروف والأحوال التي عاشتها المنتخبات الفائزة بكأس العالم قبل فوزها بكاس العالم، ثم مقارنتها بالظروف والأحوال التي يعيشها المنتخب الأرجنتيني اليوم وسيلاحظ القارئ تماثلاً وتطابقاً عجيباً في الأحداث وهذا هو ما أسميته بالمؤشرات الخفية لأن الكثيرين يغفلون عنها، .
المؤشر الأول: كأس العالم مرة أوروبي ومرة لاتيني
معلومة بديهية ولا أظنها تخفى على الكثير ونذكرها تمهيداً لما سيأتي وهي أن كأس العالم مرة يكون أوروبي ومرة يكون لاتيني ثم أوروبي ثم لاتيني وهكذا وهذه القاعدة لم تختل أبداً منذ عام 62، وفي التاريخ لم تختل الا مرتين فقط عندما فازت إيطاليا بكاسي عالم 34 و 38 والبرازيل بكأسي عالم 58 و 62 ومن الصعوبة البالغة لأي منتخب اليوم أن يحتفظ بلقبه، كما لم يحدث في التاريخ أبداً أن يفوز منتخب بكأس عالم ثم يفوز بكأس العالم التي بعدها منتخب آخر من نفس القارة، وبما أن الكأس الأخيرة فاز بها منتخب أوروبي هذا يعني وجود مؤشر كبير لأن يكون المنتخب الفائز بكأس العالم القادمة هو منتخب لاتيني، وبالتالي فحظوظ الأرجنتين أكبر هذه المرة كونها منتخب لاتيني وهذا جدول يوضح الفائزين ببطولة كأس العالم منذ انطلاقتها :
1930الارغواي
1934 ايطاليا
1938 ايطاليا
1950 الاورغواي
1954 المانيا
1958 البرازيل
1962 البرازيل
1966 انكلترا
1970 البرازيل
1974 المانيا
1978 الارجنتين
1982 ايطاليا
1986 الارجنتين
1990 المانيا
1994 البرازيل
1998 فرنسا
2002 البرازيل
2006 ايطاليا
2010 منتخب لاتيني
المؤشر الثاني : مراحل القوة والضعف
عندما تشير المؤشرات الموضحة أعلاه لأن يكون البطل لكأس العالم القادمة منتخب لاتيني، غالباً ما يمر منتخب الأرجنتين بمرحلة قوة تامة ومرحلة ضعف ومرحلة ما بين القوة والضعف وذلك في الأربع سنين قبل وأثناء المونديال وهذا حصل للأرجنتين في فترة (82-86) و حصل للأرجنتين والبرازيل في (90-94) و (98-2002) وأيضاً في (2006- 2010) الفترة الحالية، وعندما تشير المؤشرات لأن يكون البطل لكأس العالم القادمة منتخب أوروبي لا يمر كلا المنتخبين بهذه المراحل.
نقصد بمرحلة ما بين الضعف والقوة هي أن يكون الفريق ما بين الإقناع وعدم الإقناع، فهو ينجح تارة ويخفق تارة أو بمعنى اخر يعاني الفريق من عدة مشاكل لكن يحتفظ ببعض هيبته.
مرحلة القوة وهي مرحلة إقناع تام ويحصد فيها انتصارات كبيرة ويحظى برضا كامل مشجعي الفريق ، أما مرحلة الضعف فيمر الفريق بحال لا يُحسد عليه أبداً ويخيب كامل أنصار الفريق، ويعتري الفريق في هذه المرحلة مصائب كبيرة وتبدوا هذه الفترة هي من أسوأ الفترات في تاريخ الفريق.
فالهدف من إشعاركم بذلك هو معرفة المؤشرات أين تشير في المرحلة المقبلة للمنتخب الأرجنتيني، والأهم في كأس العالم القادمة هل تشير بأنه سيدخل في مرحلة ضعف أم مرحلة قوة أم ما بين الضعف والقوة.
الفترة (82-86):
مرحلة ما بين الضعف القوة :
كانت من العام 83 حتى منتصف العام 85، حققت الأرجنتين نتائج بين القوة والضعف، فمثلاً كانت قد فازت على البرازيل في كوبا أميركا 83 (1-0) لكنها لم تفز بالبطولة وتتعادل مع البرازيل سلباً في ساوباولو بمباراة ودية، تخسر من الأوروغواي في مونتفيدو وتتعادل معها سلباً في مباراة أخرى في بيونس ايرس، تفوز على ألمانيا الغربية بنتيجة 3-1 وهذه بعض النتائج في تلك الفترة ويلاحظ أنها تتراوح ما بين القوة والضعف.
مرحلة الضعف :
كانت في تصفيات 85 وما بعدها، الأرجنتين تلعب التصفيات ومجموعتها كانت تحوي منتخبات ليست من الصفوة في القارة وهي فينزويلا وكولمبيا والبيرو ولكنها تأهلت بشق الأنفس بعد أن عانت من البيرو في آخر جولتين حيث هزمت منها ذهاباً بنتيجة (0-1) وتتعادل معها بصعوبة إيابا في بيونس ايرس (2-2) ثم تتابع سلسلة نتائج سلبية في المباريات الودية الإستعدادية للمونديال وتتعادل مع المكسيك في مباراتين وتخسر من فرنسا بطلة أوروبا ذلك الوقت (2-0) وتخسر كذلك من النرويج وتفوز على المنتخب الصهيوني المتواضع بنتيجة كبيرة.
مرحلة القوة :
هي منذ بداية المونديال في الأراضي المكسيكية وطبعاً انتم أدرى بالقصة ويا بخت اللي عاش تلك الأيام.
الفترة (90-94):
العجيب في هذه الفترة أن المنتخب البرازيلي أيضاً مر بالمراحل الثلاث لكن يوجد اختلاف بسيط وهو أن الأرجنتين عاشت أول سنتين بعد المونديال مرحلة قوة كبيرة بينما البرازيل عاشت مرحلة ما بين الضعف والقوة، قبل المونديال بسنة في التصفيات كلا المنتخبين يعيشان مرحلة ضعف كبيرة، في المونديال تعيش الأرجنتين مرحلة ما بين القوة والضعف والبرازيل مرحلة قوة كبيرة.
مرحلة قوة الأرجنتين 91-93 :
تحقق الأرجنتين انتصارات كبيرة جدا بشكل مستمر وتحقق رقماً قياسياً في عدم الخسارة لـ 32 مباراة تقريباً وتفوز بكوبا أميركا 91و 93 وكأس القارات عام 92.
مرحلة ما بين الضعف والقوة للبرازيل 91-93:
البرازيل حققت في تلك الفترة نتائج ضعيفة مثل خسارتها ويلز 1-0 خارج الأرض وتعادلت مع تشيلي سلبا (0-0) داخل ارضها وخسرت من اسبانيا (3-0) وخسرت من كولمبيا (2-0) والأوروغواي (2-1) في البرازيل لكنها حققت نتائج قوية مثل الفوز على المكسيك (5-0) في لوس انجليس وفوزها على فرنسا (2-0) في باريس وفازت على ألمانيا (3-1) في البرازيل.
مرحلة ضعف الأرجنتين والبرازيل :
كانت في تصفيات مونديال 94 وذلك في منتصف العام 93، تخسر الأرجنتين ذهابا وإيابا من كولمبيا وتحقق نتيجة كارثية بالخسارة من كولمبيا 5-0، تحقق المركز الثاني في مجموعتها وتلعب الملحق مستعينة بمارادونا وتتأهل بعد ذلك.
البرازيل أيضا عانت في بداية التصفيات خصوصاً ووصلت للجولة النهائية وكان يتحتم عليها الفوز على الأوروغواي ان أرادت التأهل وإستعانت بروماريو الذي كان مستبعداً لخلاف وقع بينه وبين باريرا، تفوز البرازيل 2-0 بفضل روماريو.
الفترة ( 98- 2002) :
مرحلة ما بين الضعف والقوة :
هي ما بعد كاس العالم 98 وحتى نهاية العام 2000 وكانت نتائج الأرجنتين والبرازيل تتذبذب ما بين القوة والضعف، فالبرازيل فازت بكوبا أميركا 99 ثم خسرت الكأس الودية التي لعبتها مع الأرجنتين بنظام الذهاب والإياب رغم قوة العرض في المباراة الثانية، فازت على الأرجنتين في ذهاب التصفيات عام 2000 (3/1) ثم خسرت من تشيلي 3-0 خارج الأرض.
الأرجنتين بخلاف النتائج المذكورة فإنها قد فازت على أسبانيا 2-0 في أشبيلية وعلى كولمبيا 2-1 في كوردوبا وتعادلت سلبا مع إنجلترا في لندن ويُلاحظ تنوع نتائج المنتخبين ما بين الإقناع وعدم الإقناع.
مرحلة القوة للأرجنتين والضعف للبرازيل :هي منذ بداية العام 2001 وبدأت الأرجنتين هذا العام بقوة بفوزها على ايطاليا بعرض رائع في استاد روما الأولمبي ثم قدمت سلسلة نتائج قوية ذلك العام ولم تخسر أي لقاء فيه وابتعدت كثيراً في صدارة التصفيات وضمنت التأهل مبكراً في الجولة الرابعة عشرة أي قبل أربع جولات من انتهاء التصفيات.
بينما كان الحال مناقضا جداً مع البرازيل فقدمت عرضاً سيئاً أول العام 2001 وخسرت من الإكوادور وتعادلت مع البيرو على أرضها ثم أقيل المدرب، قدمت البرازيل عرضاً سيئاً جداً في كأس القارات 2001 وكذلك في كوبا أميركا لنفس العام مع المدرب الجديد لويس سكولاري، ثم تلعب ستة جولات بالتصفيات وتفوز في ثلاث وتخسر في ثلاث وكان الحال كارثياً جداً بالنسبة للبرازيل حيث كادت أن تغيب لأول مرة في كأس العالم.
مرحلة القوة للبرازيل والضعف للأرجنتين :
هي في مونديال 2002 ولا أحتاج أن أحكي لكم القصة بتفاصيلها، الأرجنتين في أسوأ أحوالها وتخرج من الدور الأول بشكل مفاجئ والبرازيل في أفضل حالاتها وتفوز بكأس العالم.
الفترة الحالية (2006-2010) :
مرحلة ما بين القوة والضعف :
هي بعد المونديال وحتى نهاية العام 2008، الأرجنتين تحقق نتائج سلبية في أول مباراتين ودية مع البرازيل وأسبانيا لكنها تفوز على فرنسا بعقر دارها، تلعب كوبا أميركا 2007 وتحقق نتائج إيجابية كبيرة لكنها تخسر النهائي بذل من البرازيل 3-0.
بالنسبة للبرازيل فإن كانت قد فازت على الأرجنتين بمباراة ودية وفازت بكوبا أميركا 2007 لكنها حققت نتائج متواضعة مثل التعادل مع النرويج والخسارة من البرتغال والتعادل مع البيرو في ليما والتعادل سلباً مع الأرجنتين على الأرض مع تقديم أداء ضعيف.
مرحلة ضعف الأرجنتين وقوة البرازيل :
طبعاً في العام 2009 بمشوار المنتخب الأرجنتيني السلبي مع دييغو في التصفيات، الأرجنتين تمر بفترة حرجة جدا في تاريخها لكنها بالنسبة للبرازيل مرحلة قوة كبيرة بفوزها بكأس القارات وبمشوارها الرائع بالتصفيات وتمكنت من تحقيق الصدارة وتحقيق نتائج إيجابية قوية مثل الفوز على الأرجنتين، هذه المرحلة قد تستمر حتى بداية المونديال.
توقع الأحداث بالمؤشرات الظاهرية
الأرجنتين ستخرج من الدور الأول لكأس العالم 1986.
الأرجنتين ستتأهل بسهولة بالغة في تصفيات 1994
البرازيل لن تحلم بكأس العالم 1994
الأرجنتين بطلة كاس العالم 2002 أو تحقق الوصافة مع فرنسا كأدنى حد
البرازيل لن تحلم بربع النهائي في مونديال 2002
حتى بالمعجزات لن تتأهل الأرجنتين لدور الستة عشر في المونديال القادم
البرازيل ستواصل زعامتها وتذل المنافسين في كأس العالم القادمة
المؤشرات للمرحلة القادمة
مرحلة قوة الأرجنتين وضعف البرازيل :
يُلاحظ أن بداية المونديال في الأمثلة السابقة كانت تعتبر مرحلة جديدة وتغير حال لا بد منه إما من القوة للضعف أو الضعف للقوة، ويلاحظ أيضا أن الفريق لا يعيش مرحلة القوة التامة مرتين أو مرحلة الضعف التام مرتين ولا بد أن يمر بجميع المراحل الثلاث القوة والضعف وما بين القوة والضعف، وهذا يعني أن المؤشرات في هذه الحالة تشير أن بداية المونديال القادم سيكون مرحلة قوة كبيرة للمنتخب الأرجنتيني بإذن الله ومرحلة غير سارة للمنتخب البرازيلي، فالأرجنتين من بعد مونديال 2006 وحتى الآن لم تعش فترة القوة التامة وكذلك بالنسبة للمنتخب البرازيلي لم يعش فترة الضعف التام.
المؤشر الثالث ( تاريخ البرازيل والأرجنتين مرتبط بالآخر ) :
هذه ملاحظة قلما ينتبه إليها الكثير وهي أن الفترات الذهبية في تاريخ الأرجنتين هي أسوأ الفترات في تاريخ المنتخب البرازيلي وكذلك العكس، فالفترة الذهبية الأولى للأرجنتين وهي ما بين عامي (1921-1957) كانت الأرجنتين قد حققت 11 كوبا مقابل بطولتين للبرازيل فقط.
ثم الفترة الذهبية الأولى للمنتخب البرازيلي وهي ما بين عامي (1958-1970) كانت البرازيل قد حققت ثلاثة كؤوس عالم مقابل كوبا أميركا واحدة للأرجنتين كانت في عام 1959.
ثم الفترة الذهبية للمنتخب الأرجنتين الثانية وهي ما بين عامي (1978-1993) وهي التي حققت فيها كأسي عالم وكوبا أميركا مرتين وكأس القارات مرة واحدة وهي فترة سوداء للبرازيل حيث نجحت في تحقيق كوبا أميركا واحدة فقط وهي عام 1989.
ثم الفترة الذهبية للمنتخب البرازيلي الثانية وهي ما بين عامي (1994-2009) وهي التي حققت فيها كأسي عالم وكأس القارات ثلاثة مرات وكوبا أميركا أربعة مرات مقابل ولا بطولة للأرجنتين.
الأمر الأعجب والأدهى هو عند قيامك بالتدقيق في السنين العجاف للمنتخبين والتي صاما فيها عن تحقيق أية بطولات وهي كالتالي :
1-الفترة الأولى ( 1959-1978) وهي فترة صيام عن البطولات بالنسبة للأرجنتين ويبلغ مجموعها 19 عشر عاماً، آخر بطولة قبل الصيام هي كوبا أميركا 1959 والإفطار كان على بطولة كأس العالم 1978 وقد حققت البرازيل في هذه الفترة كأسين عالم.
2-الفترة الثانية (1970- 1989) وهي فترة صيام عن البطولات بالنسبة للمنتخب البرازيلي ويبلغ مجموعها 19 عشر عاماً أيضاً!، وكانت آخر بطولة حققتها البرازيل هي كأس العالم 1970 وأفطرت على كوبا أميركا 1989 وقد حققت الأرجنتين في هذه الفترة كاسين عالم أيضا!.
3-الفترة الثالثة (1993-2010) هي فترة الصيام الحالية بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني وفيها نجحت البرازيل بتحقيق عدة بطولات وكأسين عالم!، لكن فترة الصيام سيكون مجموعها هذه المرة 17 عاماً إذا ما افترضنا بأن الأرجنتين ستنال البطولة، ونلاحظ أنه لم ينجح كلا المنتخبين أن يحصد أكثر من كأسين عالم في فترة صيام الآخر، كما يجدر الذكر أن فترات الصيام ابتدأت مباشرة منذ اعتزال نجم أسطوري في أحد المنتخبين، فمارادونا والذي اعتزل دولياً عام 1994 وبيليه الذي اعتزل دوليا 1970 ولا أعرف من كان النجم الأسطوري للأرجنتين الذي اعتزل ما بعد العام 1959 لكنه قد يكون جيلرموا ستابيلي الذي كان مؤثراً جداً في تلك الحقبة كمدرب محققاً خمس مرات كوبا أميركا وقد اعتزل التدريب نهائياً منذ العام 1960 بعد أن قضى عشرون عاماً متتالية بتدريب المنتخب الأرجنتيني وهي بداية فترة الصيام بالنسبة للأرجنتين!.
بداية فترة الصيام القادمة بالنسبة للمنتخب البرازيلي قد تكون بعد اعتزال الظاهرة رونالدو والذي لا شك أنه سيعتزل الكرة دولياً على الأقل في العام 2010، ولا يخالفني أحد بأنه الأكثر تأثيراً عند جماهير البرازيل حالياً وسيبقون متيمين فيه لفترة قد تطول ودائماً ما يكون لهذا التأثير نتيجة سلبية مثلما حصل بعد اعتزال بيليه ومارادونا وأيضا زيدان، وبغياب هذا التأثير دائماً ما يكون له نتائج ايجابية كما حصل بعد نسيان الجماهير البرازيلية لبيليه وأسالوا المتابعين القدماء للمنتخب البرازيلي قبل مونديال 94 وكذلك الجماهير الفرنسية مع بلاتيني قبل مونديال 98 والآن وفي سنة 2009 خسر مارادونا شعبيته عند معظم الجماهير الأرجنتينية وأعتقد أن ذلك سيكون من صالح الأرجنتين ومن صالح مارادونا كمدرب، كما أعتقد أنه في الطريق ليستعيد مكانته فانتظروا الحديث المطول عن دييغو والمؤشرات التي تتعلق به في الجزء القادم بإذن الله.
ملاحظات
1-لا أجزم بحتمية وقوع تلك المؤشرات وحدوثها بسبب أن ذلك من إدعاء معرفة الغيب وهو أمر محرم شرعاً، وينطبق نفس الكلام على من يجزم بحتمية وقوع المؤشرات الظاهرية ( كمن يجزم بأن أسبانيا ستفوز بكأس العالم ) غير أنه لا ينبغي إغفال المؤشرات الخفية أبداً طالما تحدث وتتكرر باستمرار بل يجب أن نحسب لها ألف حساب.
2-تطرقنا للحديث التاريخي عن البرازيل وربطه بتاريخ الأرجنتين لا يعني المقارنة التاريخية بين المنتخبين، وحصرنا لبعض المؤشرات التي تشير بأن المنتخب البرازيلي سيمر بمرحلة ضعف هي مؤشرات خفية بأن المنتخب الأرجنتيني سيمر بمرحلة قوة وهذا ما تثبته الإحصاءات التاريخية التي أوضحناها بالتفصيل.
3-ألمانيا وإيطاليا بينهما ترابط تاريخي في السنين الأخيرة، إليك هذه الحسبة البسيطة : إيطاليا بعد أن فازت بكاس العالم 82 لعبت نهائي كاس العالم94 بعد 12 سنة ثم لعبت نهائي كأس أمم أوروبا 2008 بعد مرور 18 عاماً وانتظرت 24 سنة حتى تفوز بكأس العالم 2006، ألمانيا بعد أن فازت بكأس العالم 90 لعبت نهائي كأس العالم بعد 12 سنة ولعبت نهائي كأس أمم أوروبا بعد 18 سنة وهو نهائي 2008 و 2014 ستكون قد انتظرت 24 عاما!ً وبالمناسبة كأس العالم هذه لأوروبا كما تشير المؤشرات.
4-ليس كل منتخب لا تدعمه المؤشرات الظاهرية يعني أنه في طريقه لتحقيق البطولة، أحدهم قال لي إذن تشيلي مرشحة !، نعم المؤشرات الظاهرية لا تدعم تشيلي لكن المؤشرات الخفية لا تدعمها أيضاً وبالتالي هي مستبعدة تماماً.
5- للحديث عن مارادونا وعن أمور أخرى فقد خصصنا له جزء آخر سنطرحه قريباً بإذن الله، وآمل تأجيل الحديث عن مارادونا إلى ذلك الحين.
شكرا لأصغائكم وأسف للأطالة