عذاب الأنتظار

سؤال يخطر على بال كل مشجع أرجنتيني ....الأرجنتين تملك أفضل اللاعبين في جميع الخطوط على مستوى العالم تقريبا ...والدليل تألق نجومها في ميادين الدوريات الأوروبية وضمن أشهر الأندية العالمية ....فعندما تجد في ريال مدريد مثلا ( غاغو + هيغواين + غاراي + دي ماريا أخيرا ) وبرشلونة ( ميسي + غ. ميليتو ) و أنتر ميلان ( زانيتي + كمبياسو + صامويل + د.ميليتو ) .....تخيلوا ثلاثة أندية كبيرة تحوي 10 لاعبين أرجنتينيين على مستوى عالي جدا ...ولاداعي لذكر فالنسيا و بايرن ميونخ و بنفيكا و إسبانيول و إشبيلية و ليفربول و لاتسيو و فيورنتينا ......إلخ من هذه الأندية المشهورة ....والأهم أن اللاعبين متألقين و أساسيين في أنديتهم وبمختلف المراكز وليس كما يقال خط على حساب خط ...وهذا سنجده لاحقا في هذا الموضوع ...
إذا هناك عقلية مختلفة في المنتخب الأرجنتيني تقود هؤلاء اللاعبون تمنعهم من التألق كما في أنديتهم ....
فهل هي عقلية مدرب ما ؟؟؟أم عقلية تخترع خطة لعب تختلف عن المكونات المهارية و الذهنية لهؤلاء اللاعبين ؟؟؟أم العقلية الأرجنتينية الضاغطة التي تجعل هذا اللاعب أو ذاك غير مرتاح أثناء اللعب في المنتخب ....
نبدأ من الأول : مازال المنتخب الأرجنتيني منذ الثمانينات يعاني من المدربين ولا تستغربوا ال86 كان كأسا خاصا فقد كان هناك موهبة جبارة تسمى ( دييغو مارادونا ) وشهد تألق خارق لفالدانو و بورتشاغا أي بصراحة كان كأس ال86 طفرة في هذه المسيرة ونتذكر جميعا كأس ال90 كيف كانت الصورة لعبا وليس نتيجة بالرغم من وجود مارادونا و نفس المدرب بيلاردو ....وشاهدنا الألمان كيف كانوا مسيطرون سيطرة مطلقة على المباراة بعكس كأس ال86 ....
فالمدرب الأرجنتيني تشعر عندما يستلم المنتخب يصبح مكبلا ......وهذا ماجرى مع بيلاردو 90 وباسيلي و بيلسا وبيكرمان و أخيرا مارادونا .....
وبرأيي الوحيد الذي كان يرتاح المشاهد مع منتخبه هو سيزار مينوتي في 1978 .....
إذا هناك خطأ في عقلية المدرب الأرجنتيني نتيجة الضغوط التي يحملها ونتيجة الخوف من الفشل .....فتشعر أن الفشل مصبوغ على وجوه هؤلاء المدربين رغم أنه فائز في المباراة ...
فهل هناك حل لهذه المشكلة ....على الأرجنتينيون إيجاد الحل قبل غيرهم ....
ثانيا : سأتكلم عن العقلية الضاغطة قبل خطط اللعب التي سأتوسع بها لاحقا ....طبعا منذ المباراة الأولى اللاعب الأرجنتيني مطالب بالفوز مرفقا بالأداء أولا فالأرجنتينيون لايعرفون أنها مباراة أولى للمنتخب ....بناء المنتخب يكون في التدريج....حتى الوصول لنهائيات كأس العالم ...لايعلمون أن هؤلاء اللاعبون يجتمعون خلال يومين للعب المباراة ....لايعلمون كيف يؤمنون الراحة النفسية للاعب كما هي مؤمنة في ناديه الذي يلعب له .....ضغط من قبل المشجعين وضغط من قبل الصحافة ثم من قبل إتحاده الأرجنتيني و أخيرا من قبل المدرب ...............
فهل باستطاعة الأرجنتينيين التحلي بالصبر و إعطاء الثقة لمنتخبهم ....عندها المنتخب سيعطي ويعطي ....
ثالثا : وهذا الأهم ......تغيير الخطط بشكل عشوائي والتي يتعرض لاعب المنتخب مع مجيء كل مدرب ....فهذا يلعب 3-5-2 و آخر 4-4-2 و آخر 4- 3- 1 -2 ...و أخيرا ما أتحفنا به مارادونا 4-3-3
ولنرجع للوراء ولنتذكر ماهي الخطة المفضلة للاعب الأرجنتيني بغض النظر عن ماهية الإنجازات من عدمها .......والكل سيقول 3-5-2 كانت من أجمل الخطط التي لعب بها المنتخب الأرجنتيني مقدما بها عروضا هي الأجمل في كرة القدم ........
فعلا يقف المرء مستغربا ....بيلسا قدم منتخب رائع وفي كأس العالم 2002 كان مرشح فوق العادة فيذهب لنهائيات كأس العالم ليلعب بمهاجم واحد ( باتستوتا ) رغم امتلاكه أفضل اللاعبين لماذا غير بيلسا هل هو الخوف أم ماذا ...؟؟؟!!!!!
بعده بيكرمان 2006 و في آخر 10 دقائق مع ألمانيا ورغم إصابة الحارس أبوندنزييري يصر على تبديل ريكلمي بكامبياسو فيخسر تبديلين في ظرف 1 دقيقة ....فلماذا فعل هكذا بيكرمان ؟؟!!!!!
وفي 2010 يصر مارادونا على 4-3-3 أمام ألمانيا رغم الدرس القاسي من المكسيك ولماذا لم يعود ل 4-4-2 التي قدم فيها مباريات جميلة أمام الأوروغواي و ألمانيا الودية ...
هذه أسئلة حول ثلاثة مدربين في الكؤوس العالم الأخيرة وكيفية فشلهم ..............
وللإجابة محاور كثيرة ...هل الأرجنتين كإسم و كمنتخب ممنوعة من إحراز كأس العالم بعد ال86 ....ومن يقود هذا الخط الإتحاد الدولي أم المافيا الكروية أم شركات المراهنات ....هل هؤلاء جميعا لهم يد فيما يصنعه مدرب المنتخب في نهائيات كأس العالم .....عندما يسير جيدا يقولون له قف هنا و إلا ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!طبعا كمشجع أرجنتيني بت أشك في كل شيء بعد دخول المصالح و شركات الأموال في كرة القدم .........فخلف الكواليس لا أحد يعلم كيف تدار هذه الكرة ومنافساتها ....
المهم أصبحنا نبحث عن مشاهدة الأداء الأرجنتيني قبل النتيجة بعد أن كان العكس فمن السبب الله أعلم !!
وفي النهاية خطة 3-5-2 هي ملصقة وصناعة أرجنتينية وفيها اللاعب الأرجنتيني وجد نفسه ويجد نفسه دائما وأجمل العروض كانت ضمن هذه الخطة ......فيامارادونا 4-3-3 هذه لبرشلونة وليست للأرجنتين و أستغرب حتى برشلونة فشل مع خطته لم يحقق سوى الدوري هذه السنة .....مرة أخرى غريب مارادونا أمام ألمانيا 4-3-3 ( عجبي )
فلنستعرض حاليا أفضل اللاعبين الموجودين في العالم .....
حراسة المرمى : روميرو – أوستاري – أندوخار – بوزو – كاريزو
خط الدفاع : غ. ميليتو – صامويل – ديميكيلس – غاراي – باريخا – أنجليري – فازيو – أنسوا – أنسالدي – زاباليتا – مونزون – كوليتشيني – رودريغيز – مارين – زانيتي
خط الوسط : كمبياسو- ماسكيرانو- بانيغا – بولاتي – أيمار – دي ماريا – بيروتي – غاغو –ريكلمي – زاراتي – بونانوتي
خط الهجوم : د.ميليتو – ميسي – أغويرو – لوبيز – تيفيز – هيغواين
والسؤال هل صعب على هؤلاء اللاعبين تطبيق 3-5-2 ....وهل يقلون مهارة عن سابقيهم من الأجيال الأخرى ......لا أعتقد ذلك .....
فهل ياترى سيعود المنتخب لنشر متعة الأداء في كرة القدم .....وهل سيوفق في كوبا أمريكا وبعدها في 2014 ........
أسئلة مهمة كثيرة وتحتاج للنقاش كثيرا وليس للإجابة فقط ....
و أخيرا كتب على عشاق الأرجنتين العذاب و الإنتظار ....