مغارة "الهوة" تجويف ٌولا أغرب ....
على بعد 2 كم إلى الشمال من قرية "أم الرمان" التي تقع إلى الجنوب من محافظة "السويداء"، تقع مغارة "الهوة" بوصفها ظاهرة بركانية فريدة ولقاء لا مثيل له بين "البازلت" و"الكلس" في تجويف أرضي تشكّل في فترة قد تصل إلى مليوني عام.
موقع eSuweda التقى الأستاذ "جميل شقير" الباحث الجغرافي الذي عمل على دراسة المغارة وإظهار غرابة تكوينها، ما يجعلها مغارة فريدة على مستوى العالم حيث قال: «اكتشفت هذه المغارة في بداية القرن العشرين، وتحدث عنها أحد الضباط الفرنسيين حيث استخدموها أثناء احتلالهم لسورية.
يصل طول المغارة المكتشف إلى الآن إلى 3 كم ويتراوح عرضها بين 12 ــ 17 متراً، وأتوقع أن يكون طولها الحقيقي حوالي 9 كم! وقد بقي من سطح المغارة السفلى كتفان شاهدان على تشكلها يبرزان باتجاه الداخل بعرض يزيد عن المترين أحياناً، ويقدر ارتفاعها بحوالي خمسة أمتار، في حين يرتفع سطح المغارة العليا عن مستوى الكتفين بين 5- 7أمتار.
ومغارة "الهوة" إحدى المغارات المركبة، أي أنها تتألف من مغارتين معاً، فقد تشكلت
الباحث جميل شقير
المغارة الأولى في بداية الزمن الثالث من الصهارة المندفعة من فوهة بركانية تقع غرب التل الذي أقيمت عليه قلعة "صلخد"، واندفعت الصهارة في وادٍ عميق بين قرية "الرافقة" وبلدة "ذيبين"، واستمر اندفاعها في ذلك الوادي لفترة زمنية طويلة، وكان للعوامل الطبيعية دورها في تبريد سطح هذا الوادي، إلى أن تصلب وتجمد ليشكل سطح المغارة الأولى، وعندما توقّف انبعاث الصهارة، انسحب المتبقي منها والذي حافظ على حرارته العالية تحت الغطاء المتصلب إلى المناطق المنحدرة تاركاُ فراغاً تحت السطح فشكل المغارة الأولى.
وفي نهاية الزمن الثالث عاود البركان نشاطه، وعادت الحمم للسيلان في نفس الوادي أي فوق سطح المغارة الأولى، وبسبب استمرار وصول الصهارة لفترة زمنية طويلة فقد أدت حرارة المهل العالية إلى إذابة سطح المغارة
مدخل المغارة
الأولى، ويظهر أن الاندفاع الثاني كان أغزر بكثير من الأول بحيث ارتفعت سويته فوق مستوى سطح المغارة الأولى بأكثر من عشرة أمتار، وتكرار الظاهرة السابقة أدى لتبرد سطح الصهارة الثانية المتقوسة وشكلت سطح المغارة الثانية».
وعن أشكال الصواعد والنوازل واقتراحاته لتأهيل المغارة يضيف، بقوله: «يشكل الكلس في أرض المغارة طبقات تشبه رقاقات اللحم إضافة للصواعد التي تكلست بسرعة وأعطتنا عشرات النماذج المختلفة تماماً عن الصواعد في المغاور الكاريستية، من نمط مغارة "جعيتا"، وفي هذه المغارة نجد صواعد تشبه ثمرة "الصنوبر" وصواعد تشبه جوانب الحوض، وأخرى تشبه ثمار "الصبار"، وكلها ذات ألوان زاهية وملفتة للنظر، أما النوازل التي تغطي جزءاً كبيراً من سطح المغارة فتشبه لوحات فنية رائعة، لذا أؤكد على ضرورة الاهتمام بهذا المعلم الهام سياحياً وعلمياً وإجراء مسح جيوفيزيائي، وفتح ثغرات صناعية في سطحها، وذلك لترحيل التهديم الهائل الذي عطل السير فيها».