قدمت دراسة طبية حديثة الجمعة تفسيراً فريداً من نوعه، يشرح حقيقة الرغبة الشديدة التي تنتاب البعض تجاه الشوكولاته، فأكدت أن السبب الحقيقي خلف هذا الشعور يكمن في وجود أنواع محددة من بكتيريا الأمعاء تدفع حامليها إلى طلب منتجات الكاكاو بشغف.
وقالت الدارسة إن النتائج التي أظهرتها الاختبارات قد تقود إلى وجود "دوافع بكتيرية" أخرى خلف الشغف بأنواع أخرى من الأطعمة مما قد يشكل مدخلاً لمعالجة مرض السمنة وذلك عبر تعديل التركيبة البكتيرية في المعدة.
وجاء في البحث الذي نشرته إحدى المجلات المخصصة للدراسات الجينية الجمعة أن أمعاء البشر مشغولة بمستعمرات بمليارات المستعمرات البكتيرية المجهرية، التي قد يكون لها تأثير على صعيد تحديد نوعية المأكولات التي نرغب بتناولها.
وكشف معد الدراسة الدكتور سونيل كوشار، وهو أستاذ في أبحاث الأيض في مركز أبحاث شركة "نستلة" للمواد الغذائية، أن نتائج العمل تأخرت لمدة عام كامل بسبب صعوبة العثور على 11 رجلاً لا يحبون تناول الشوكولاته.
وقد أظهرت الفحوصات التي استمرت خمسة أيام، أن أجساد الأشخاص الذين لا يحبون تناول الشوكولاته سجلت وجود معدلات منخفضة من حمض غلايسين الأميني مقارنة بسواهم من محبي مشتقات الكاكاو.
كما سجلت معدلات مرتفعة من الكوليسترول غير الصحي LDL، والتورين، وهي (مادة كيماوية تمنح الجسم الطاقة،) مقارنة بنظرائهم من محبي الشوكولاته.
وقال كوشار إن هذه النتائج غالباً ما تظهر بتأثير طبيعة البكتيريا الموجودة في الأمعاء، غير أن ذلك لم يحسم الجدل القائم حالياً حيال ما إذا كانت هذه البكتيريا تتكون مع الإنسان، أم أن نظامه الغذائي هو الذي يساعد على تشكيلها لاحقا.
كما لفت إلى أن التقدم الذي قد يتم تسجيله على صعيد بناء الروابط ما بين أنواع البكتيريا التي يحملها الإنسان والأطباق المفضلة لديه قد يكون له في المستقبل استخدامات طبية كثيرة، إذ يمكن عبر القضاء على أنواع بكتيرية محددة وقف تعلق المرضى بأطعمة تضرهم أو مساعدة المصابين بالسمنة على التخلص من الوزن الزائد.
يذكر أن فريقاً طبياً أمريكياً كان قد أشار الأسبوع الماضي إلى أنه اكتشف الدور الحقيقي للزائدة الدودية التي تحير العلماء، معتبراً أنها مسؤولة عن إنتاج وحفظ مجموعة متنوعة من البكتيريا والجراثيم التي تلعب دوراً مفيداً للمعدة.
وتشير الدراسة إلى أن أمراضاً معينة، مثل الكوليرا أو الإسهال الشديد، قد تؤدي إلى إفراغ الأمعاء من هذه البكتيريا والجراثيم المفيدة، وهنا يبدأ دور الزائدة التي يتوجب عليها في هذه الحالة العمل على إعادة إنتاج وحفظ تلك الجراثيم.