لعبة الشطرنج....

لعبة الشطرنج هي إحدى أقدم الهوايات التي فتن بها البشر
ومارسوها على مر العصور كاربوف _وكورتشنوي التاريخ الذهبي
إن السوفيت خصوا الشطرنج منذ البداية بدستور شرعي ضمن نظامهم فلينين نفسه الذي كان لاعب شطرنج بارعا وهو الذي بادر إلى إدخال هذه اللعبة ضمن برنامج التربية السوفيتية والحكومة السوفيتية تخص لاعبي الشطرنج المصنفين بأرفع سمات التقدير والمكافآت المالية التي يصبو إليها المواطن ناهيك بان اتحاد الشطرنج السوفيتي هو أضخم اتحاد من نوعه في العالم إذ يضم خمسة ملايين عضو عامل وبالمقارنة تجدر الإشارة إلى أن عدد اللاعبين الاتحاديين في الولايات المتحدة يكاد لا يربو على الخمسين ألفا ومن جملة الأبطال السبعة الذين تعاقبوا على احتلال عرش البطولة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية ثمة ستة كانوا من السوفيت, فخسارة كاربوف لقب البطولة في هذه الظروف هي بمثابة كارثة وطنية.
وكان مجرد وجود فيكتور كورتشنوي هو منافس كاربوف على لقب البطولة عامل تعقيد إضافيا, فكورتشنوي الذي يكبر كاربوف بعشرين عامل والذي ولد وترعرع في لننغراد’ كان أثار عام1976 هزة في الاتحاد السوفيتي,عندما فر من بلاده إلى الغرب ومنذ دلك الحين ظل كوتشنوي كابوسا يجثم على صدر منظمة الشطرنج السوفيتية , يلحق الهزيمة بأمهر اللاعبين السوفيت.
وكان كاربوف وكورتشنوي تقابلا قبل ذلك في مباراتين في العامين 1974-1978
وفاز كاربوف في كليتهما بفارق نقاط ضئيل جدا وما أن كورتشنوي وصل الآن إلى هذه المرحلة بعدما شق طريقه بصعوبة عبر مباريات التصفية وما أن الاثنين عادا ليتقابلا من جديد في مباراة خصصت لها جوائز مالية بقيمة 800الف فرنك سويسري,500الف للفائز و300الف للخاسر,وسرعان ما اتضح لمئات الصحفيين الذين توافدوا إلى ميرانو أن الاتحاد السوفيتي قد يلجأ إلى أي وسيلة مهما يكن نوعها لصد الخطر الذي يهددها به كورتشنوي.
ولقد كانت حيلة الرهائن أنجح هذه الوسائل على الإطلاق فعندما هجر كورتشنوي الاتحاد السوفيتي ترك وراؤه زوجة هي بيلا وابنا هو إيغور الذي كان في سن المراهقة وقد افترض كورتشنوي آنذاك أن الاتحاد السوفيتي الذي وقع معاهدة هلسنكي التي تضمن للمواطنين حقهم في الهجرة, سيدع عائلته تلتحق به من دون أي صعوبات إلا أن السوفيت حجبوا سمات الخروج عن زوجته وابنه الذي أرسل إلى معسكر للعمل في سيبيريا فكان لهذا الحدث تأثير نفساني مرهق على كورتشنوي وطوال مدة المباراة راجت إشاعات تتحدث على إطلاق إيغور , بيد أن الأمر لم يحصل أبدا.
من الأمور الغريبة التي طغت على جو المباراة قضية التنويم المغناطيسي , فخلال مباريات البطولة السابقة التي جرت في الفلبين عام 1978 مر المنافس على اللقب بمرحلة اضطراب نفسي بسبب وجود اختصاصي روسي بعلم التخاطر (بارا سيكولوجيا) هو فلاديمير زوخار الذي جلس في صفوف المشاهدين وظل يحدج كورتشنوي بنظرات مربكة وكان تصرفه الغريب والاعتقاد باحتمال تمتعه بقوى خارقة كافيين في الغالب للقضاء على طبقة الفكر الحساسة التي تعين أستاذ شطرنج كبيرا مثل فيكتور كورتشنوي على تأمين معيشته.
لقد كانت خدعة زوخار أسلوبا فنيا عالي المستوى من أساليب الفوز المريبة وقد توقع الجميع حدثا مماثلا في ميرانو وعندما طلب كورتشنوي إقامة حاجز زجاجي صاد للرصاص بينه وبين الجمهور في قاعة المباريات يصد أي تأثيرات قد تنبعث من منوم مغناطيسي , لم يبد هذا الأمر غريبا إلا لعدد قليل من المشاهدين لكن هذا الطلب قوبل بالرفض.
إن تدابير كهذه قد تبدو حمقاء بالنسبة إلى لعبة عاجية لكن الشطرنج ليس كأي لعبة أخرى, فهو اللعبة المثلى وهو ذاك النشاط العقلي البالغ العمق وعامل السحر الذي سيطر على الناس فطوال خمسة عشر قرنا ومنذ ولادة الشطرنج في الهند في تاريخ ليس معروفا بالضبط ظل لاعبو الشطرنج يلجؤون إلى الاحتيال والمخادعة والغش المفضوح للفور في المباريات وقال السوفيتي بوريس سباسكي أحد أبطال العالم السابقين( أن الشطرنج هو كالحياة) لكن هذه المقارنة لم تبد كافية بالنسبة إلى الأمريكي يوبي فيشر وهو بطل العالم الوحيد الغير سوفيتي الذي قال بعناد ( إن الشطرنج هو الحياة).
إن الأمر الذي يفتن لاعبي الشطرنج ويثير مشاعرهم وحواسهم هو أن هذه اللعبة التي تبدو سهلة في الظاهر ( إنها موقعة بين جيشين يتألف كل منهما من ستة عشرة قطعة على رقعة مقسمة أربعة وستين مربعا,في استطاعة ولد صغير أن يتعلم قواعدها في دقائق معدودة) هي في الواقع بالغة التعقيد فالحظ لايلعب أي دور فيها, وإنما الدور الأوحد فيها هو لمقدرة العقل على وضع مجموعات كبيرة من المناورات والحكم على المواقع وتصور ماسيحدث على الرقعة خلال اثنتي عشرة نقلة أو أكثر أحيانا.
ثم أن عدد النقلات في مباراة الشطرنج قد يفوق كل تصور والحقيقة أن احدا لم يتمكن بعد من تعيين العد الصحيح للنقلات الممكنة في اللعبة, وقد توصل أحد الباحثين إلى إيجاد عدد هو في مرتبة الرقم واحد والى يمينه مئة وعشرون صفرا فيما قال خبير آخر محاولا تحديد هذا العدد بطريقة شاعرية ان عدد النقلات الممكنة في أي من المباريات التي جرت بين كاربوف وكورتشنوي قد يكون مساويا لكامل عدد الذرات في الكون.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع لاعبي الشطرنج المصنفين وهبوا منذ ولادتهم ذاكرة خارقة تخولهم اقتحام مصاعب اللعبة وتعقيداتها أو أنهم يكسبون مثل هذه الذاكرة المذهلة بالممارسة الشاقة وقد قيل عن بوبي فيشر انه قادر على تذكر كل نقلة قام بها في كل واحدة من المباريات التي خاضها, أما جوزيف هنري بلاكبورن الذي كان لاعب شطرنج انكليزيا عظيما في القرن التاسع عشر فقال لخصمه مرة فيما كانا في منتصف مباراتهما انه سيفور عليه بعد ست عشرة نقلة بالضبط وهذا ما حصل فعلا. إضافة إلى أن هذا اللاعب توقع الفوز بإماتة شاه خصمه بعد ذاك العدد الكبير من النقلات فقد كان يلعب وهو معصوب العينين.
ولعبة الشطرنج ليست معركة الحواس والمواهب والذكاء فحسب , بل هي أيضا معركة فرد ضد فرد , بكل مافي الكلمة من معنى ,وليس مستغربا أن يرى المشاهدون بعض المتبارين البالغين يبكون ويصخبون في أعتاب هزيمتهم .
وحدث قبل سنوات إن انهزم احد المشاركين في مباراة في الدنمراك , بعدما أماتت ملكة خصمه شاهه , فما كان منه إلا أن عاد إلى قاعة المباريات بعد حلول الليل وقطع رأس كل الملكات فيها .
وأما أستاذ الشطرنج الروسي ارون نيمزوفتش ووثب فوق الطاولة مبعثرا قطع الرقعة وهو يزعق ( هل يجوز أن انهزم أمام هذا الأبله )
أصغر الأساتذة _ في البطولات يتواصل التوتر ويبلغ التركيز درجة تكاد تهدد السلامة العقلية للاعب.
وفي الحالات المعقدة يستمر اللاعبون أحيانا في دراسة رقعة الشطرنج ساعة كاملة قبل القيام بقلة حاسمة . وعلى سبيل المثال نذكر أن ديفيد برونشتاين الذي كان من اللاعبين السوفيت الأقوياء في الخمسينات استغرق درسه لنقلته الأولى خمسين دقيقة.

لعبة الشطرنج.... NvChess-0001

معلومات مهمة

العفو

واللة لعبة مشوقة وتحتاج لفكر وعقل متميز وحنكة متناهية لشخص الي يحترف هيك لعبة
يعطيك العافية اخي ما قصرت وزدنا من ابداعاتك

اكيد رح دلتي اكتب

» .لعبة (هاي الصفة فيك ولا لأ)
» هل أصبحت لعبة الفقراء للأغنياء فقط؟