معركة صوخر كما رواها المرحوم صياح الاطرش
فجر التاسع من اب عام 1926
كنا موجودين في قرية الغارية لمتابعة الجولات الهامة بالقرى وكان عددنا 42 خيالا
بصحبة القائد العم سلطان باشا حيث جائنا خبر يفيد بان الاسكندرونات الفرنسية
سوف تخرج من بصرى الى بكا تم الى ام الرمان وبرفقتها 3 - 4 اشخاص موالين
لها فقال لي سلطان باشا ما رايك بهذه الاسكندرونات ؟ فأجبته علينا ان نقاتلهم رغم
عددنا القليل لان القرى التي ستحيط بالمعركة تابعة لنفوذنا مثل بكا و ذيبين وام الرمان
وحوط ولنفرض انه اذا خرج من كل قرية 10-15 رجل لنجدتنا ستصبح لدينا قوة مؤثرة
تستطيع ان تجابة العدو واتفقنا على هذا الرأي حيث غادرنا الغرية ليلا الى بكا فبقينا فيها
الى طلوع الشمس ثم ذهبنا منها الى ارض يقال عليها الصوخر بين بكا وام الرمان وذيبين
حيث عملنا كميناً وبدانا ننتظر القوة التي سوف تاتي الى ام الرمان وعند طلوع الضو ذهبت
الى مكان يشرف على قرية بكا ومعي المجاهد هايل مراد فمديت منظاري وراقبت المكان فلم
ارى شيئ لان من عادة القوى الفرنسيه انها عندما تقبل على قريه فانها تطوقها ولا تدخلها
الا بعد ان تستطلع لتتاكد بانه لا يوجد احد من الثوارفيها عندئذ رجعت الى سلطان باشا اقول
له ربما القوه حسب اعتقادي تكون غيرت برنامجها وفجأة شاهدنا اربعة خيالة يسيرون بعيدا
عنا فقال الذين موجودين معنا يمكن ان يكونو من الموالين للقوة الفرنسيه واللذين اخبرونا عنهم
قندها قال لي سلطان باشا ياليت لو تذهب مع عدد من الخياله وتلقي القبض عليهم لان اخذهم
يفيدنا اكثر من مقابلة القوة فاخذت معي تسعة فرسان اذكر منهم مشاري قبلان الاطرش
حسن سليمان الاطرش مزيد ابو بكر فارس ابو محمود مراد فرحان زيتونه جبر مراد
سليم الدبيسي حيث اتجهنا غربا مع وادي الصوخر حتى لا يشاهدنا الخياله وبعد مسافه
فاجأناهم ليتبين لنا في ما بعد بانهم من رفاقنا وليسو من الموالين الفرنسين وهم
فرحان العبدالله سالم الصالح سلامه الصالح صالح الصالح ولما سالناهم عن سبب قدومهم
الى هنا فاجابونا بانهم فرو من وجة القوه الموجودة في حوط عندئذ ارسلت على جناح
السرعه المجاهد صالح الصالح لعند الباشا كي يخبره بان القوة العسكرية اصبحت في حوط
وما علينا الا ان نفتح معها المعركة شرقي حوط وكذلك كلفته ان يقول له بضرورة الانتقال
مع رفاقة الى ارض يقال لها رقة الدواليب ونحن بدورنا توجهنا شمالا بعد ان اصبح عددنا 12
خيالا نحو خشاع يقال له خشاع الضباع كائن بيننا وبين حوط حيث شاهدت جموعا كثيرة
كقطيع البقر السارح فقلت لفرحان العبدالله هل في بلدتكم حوط قطيع يسرح جهة الجنوب
ولما اجابني بالنفي اوقفت فرسي واخذت المنظار حيث تبين لي بان هذه الكتل المتحركة
ما هي الا الاسكندرونات العسكرية فقلت لرفاقي انها قوة عسكريه كبيرة فعلينا ان نتوجة
للشرق بسرعه لان توقعاتي تقول بانه سيبدأ القتال بين الاسكندرونات وسلطان باشا
وبالفعل ارخينا لخيولنا العنان فوصلنا للخشعه تله الغربية الاولى القريبة حيث سمعنا
صوت الطلقات النارية باذاننا فحثينا سيرنا حتى وصلنا للخشعة الشرقية الثانية ومنها
راينا العساكر قد ترجلو عن خيولهم وسالو على سلطان باشا بشكل هجوم شرس
فانا لما رايت هذا المنظر وجدت ان الحاله لا تحتمل التردد والابطاء خاصة بعد ان
رايت بانه لم يبق مع سلطان باشا الا العدد القليل الذي لا يتجاوز اصابع اليد الواحده
بينا الاخرون قد فرو من المعمعه لم تعد الدنيا تحملني حيث نخيت رفاقي الابطال قائلا
يا مرحبا بالموت كي يبقى سلطان حياً وهجمنا انا ومشاري وحسن و مزيد ابو بكر
وفرحان زيتونه
واما الباقون قد ابقيناهم في الخشعة ليحموا ضهورنا ويرشقو العدو بالطلقات النارية
ومن اماكن متفرقة وعندما قطعنا 300 متر ضرب الجنود فرسي فقتلوه فاخذت فرساً
كان يركبها مزيد ابو بكر الذي ترادف مع مشاري على فرس مشاري وقد استطعنا
بعون الله ان نفك الحصار وندخل بين العسكر وبين سلطان باشا لنقاتل بجانبه علما
باننا حينما دخلنا بهذا الهجوم المباغت اضافه للرفاق الذين كانوا يحمون ظهورنا
في الخشعة الشرقيه فان العدو اصيب بالمفاجاة والذعر واخذت صفوفه تتفرق و تتباعد
وهكذا لقد وصلنا لعند سلطان باشا وقاتلنا معه ثم اعطيته وبالحاح شديد فرسي ليركبها
بعد ان قتل الجنود فرسه وانا اخذت فرس حسن سليمان الاطرش ابن اختي الذي ترادف
مع فرحان زيتونه
وفي هذه المعركة القاسية قد قتل من العدو حوالي 15 قتيلا وعدد كبير من الجرحى
وكما اشتشهد منا عدد قليل علا ما اذكر خمسة شهداء
وبهذه المناسبه لا بد لي من ان اذكر بانني اودعت فرساً من خيولي مع احد الذين
كانو معنا قبيل ذهابي بالمهمه التي كلفني بها القائد العام والتي ذكرتها سابقا وهذه
الفرس لسوء الحظ قد تركها ذلك الشخص هارباً اعتذر عن ذكر اسمه فقطعت رباطها
وجنحت نحو العدو وعلى ظهرها فروتي التي استواى عليها العدو وقد علمت بان قائد
الحمله الكابتن فييت صار يلبسها ويتباهى بكل غرور وتهكم انها فروة صياح اين صياح
متناسيا بانه قد حصل عليها من فرس هاربة دون علم خيالها
يا حيف يـا فروتي ضاعت ..........لاقتها عـيـال الاجـانب
صــيـاح الـكــد ورا الفروة..........لا تخاف كثر المصاوب
يا قلعه ياللي فيك اليوتنان..........لا تلبـسي فروة الــذيب
وفي معركة قيصما تأخذ الصدفة مجراها وترد الصاع صاعين بعد ان فجر صياح شحنته الانفعالية
في وثبة مضرية تجلت بالمطاردة بعد انكسار الجيش الفرنسي مطاردة الضابط الفرنسي فييت الذي
هرب مذعوراً من المعركة كارنب جبان يلاحقة صياد ماهر فيصوب عليه رصاصة الثأر للفروة
التي وصلت اليه عن طريق الصدفه الاولى
الصدفة الثانية تقول بانها قد جمعت في معركة قيصما الثائر صياح والضابط فييت الذي حينما لمحه صياح
هارباً من ارض المعركة انطلق عليه كالسهم وراءه وقبل ان يختي عن ناظريه صوب عليه رصاصة الثأر
فسقطت خوذته الفرنسيه من على رأسه واخذ صياح الخوذه لتبقى معه شاهداً للتاريخ
والصدفه الثالثه تقول بأنه بعد عودة الثوار من المهجر في اعقاب المعاهدة السوريه الفرنسيه
عام 1936 بدات الوفود تتقاطر على بيوت المجاهدين للتهنئة والسلام كما وقام الضابط فييت
الذي اصبح رئيسا للاستخبارات الفرنسيه بالجبل بزيارة المجاهد صياح الاطرش في قريته بكا
وهنا الحديث ل صياح
فبعد المجاملات قال لي كنا نتبادل التحية بالرصاص واما الان صرنا نتبادلها بالمصافحة والسلام
ثم تابع حديثه ضاحكاً وهو يقول وبالمناسبه فانني ما زلت محافظاً على فروتك وساعطيك اياها
عندما ترد لي الزيارة
عندها اجابة صياح قائلاً له بسخرية
صحيح انك اخذت فروتي عن ظهر فرس لي لم اكن راكبها بينما انا قد اخذت خوذتك عن رأسك
في معركة قيصما التي هربت فيها انت ومن تبقى معك من جنودك بعد انتصارنا الكبير عليكم
فهل تتذكر يا صديقي معركة قيصما لقد كانت كلماتي صدمه ومفاجأه لم يكن يتوقعها ظاناً
بأن احداً لم يره حينما سقطت خوذته عن رأسه فأنهى حديثه بخجل وامتعاض وذل
قائلاً كفى كفى
..............................................